samedi 23 août 2014

الخيّام يدركها


الخيّام يدركها

سنة ومرّت
سنة أخرى نلملم الجراحَ ونصمت
سنة ومرّت
سنة أخرى لأشبه نفسي
حين تُجلّيها ثمالة ُكأسي
سنة ومرّت وهذه اللّيلة طالت
والقوارير تنزاح عن جذوع الكرم
وتلجأ إلى الكأس
 حوامل وختم البكارة بلا عطبِ
كأمّهات الأنبياء
يرُفعن ولا يُصلبن
ليبشّرن بآيات العنبِ
*********
"اشرب لتصحو"
قلتُ "أهذا أنت يا خيّام يا عمر؟
لقد أزف الفجرُ وهذه الخمر تصرعني
والقوارير ما فتئت تفرّخ الأقداح تحاصرني
فأعاجل ما فاض منها
وذا ليلنا يدنو من الغلس
وتبغي متواطئ يكتم نفسي
وارتجّت أمامي الصّور
فصحت أدركني يا خيّام يا عمر
طغى خمري عليّ
وتساوت الألوان في ناظريّ
تداخل الكلّ فلا نجم ولا شجر
صرت كعبة تحجّ الأشياء إليها
ويطوف بي ما حولي فأدركني يا عمر
التلبية طنين في أذنيّ
والألوان في عينيّ أُكَرُ
غبش صار المدى حولي واستشرى في لساني الخدر
أ فتراني سكرت يا عمر؟
***********
عمر
والنّخب لكْ
كأس لمدينة النّديم
لنرحل في طرق غيرِ ذات صدى
عمر يا نديم
حين ينقطع المدى
حين ينفضّ الخلق عنّا ولا
نجد غيرك صدى
لكأس نديرها
وأفكار تهيم على غير هدى
الفضل لكْ
والنّخب لكْ
في سكر يوم
وسكر غدا
وإن قالوا حرام كأسكم
جئنا إليها ركعا سُجّدا
*  *  *  * *
صفراء تروي
حمراء تُغوي
في الجسم تسري
سناء البدر
ورقّة خصر
وقلّة الصّبر
على جنّة دهر
نُشرت من قبر
تبشّر بحشر
في نشوة سكر
وبهجة فجر
لقهر دهر
والقول يعني
بألاّ تلمني
على عشق دنّ
في كون حزني
في مثل سنّي

                *  *  *  *  *
وكان عمر مشغولا يكتب رباعية الوداع
يداعب حبيبته ونقاط حروفه القُبَلُ
يرتّل عليها آهاته الأخيرة
فستفرّق بينهما السّبلُ
ودائي كأسي حَبَابُها غزلُ
حزنك عشق وحزني كأس وكلاهما عسلُ
جئتك عمر مستجيرا من الرّاح
لم يصرعك نبيذ يوما بل عشق الملاح
أنا التائب عن الهوى
وهذه تباريح الصباح
سأسافر وهذا المؤذّن يحييّ على الفلاح
  رحيل آخر يا نديمي واجب
فالعنب يشرف متى هجر الكرم إلى الأقداح


Older Posts